أحدثت زراعة الأسنان ثورة في مجال طب الأسنان من خلال تقديم حل موثوق وطويل الأمد لفقدان الأسنان. على عكس أطقم الأسنان الاصطناعية أو الجسور التقليدية، يتم وضع الغرسات جراحياً في عظم الفك وتوفر أساساً متيناً للأسنان البديلة. لا يقتصر هذا الابتكار على استعادة وظيفة الأسنان الطبيعية فحسب، بل يحسّن أيضاً من الناحية الجمالية وصحة الفم.
ما هي زراعة الأسنان؟
زراعة الأسنان هي في الأساس جذر سن صناعي مصنوع من مواد متوافقة حيوياً مثل التيتانيوم. يتم إدخال الغرسة جراحياً في عظم الفك حيث تندمج مع العظم من خلال عملية تسمى الاندماج العظمي. عندما يتم دمجها بإحكام، يمكن للغرسة أن تدعم تاج الأسنان أو الجسر أو حتى مجموعة كاملة من أطقم الأسنان، مما يحاكي وظيفة الأسنان الطبيعية ومظهرها.
تاريخ زراعة الأسنان
على الرغم من أن زراعة الأسنان الحديثة لم تُستخدم على نطاق واسع إلا في العقود القليلة الماضية، إلا أن تاريخها يعود إلى آلاف السنين. حاولت الحضارات القديمة استبدال الأسنان المفقودة بمواد مثل العاج المنحوت والصدف وحتى المعدن. ومع ذلك، لم يتم إحراز تقدم كبير حتى خمسينيات القرن العشرين، عندما اكتشف جراح العظام السويدي الدكتور بير-إنغفار برانيمارك عملية الاندماج العظمي. وقد أرسى هذا الاكتشاف الأساس لتقنية الزرع الناجحة للغاية اليوم.